Saturday, December 19, 2009

مقابلة مع الصحافية وفاء الشدياق


ما هو مفهومك للأخلاق الإعلامية ؟

أساس العمل الإعلامي هو الأخلاق الأخلاقية في التعاطي ، الأخلاقية في كتابة الخبر والأخلاقية في بثه
الأخلاق تعني الرقابة الذاتية صحيح أن هنالك في وسائل الإعلام رقابة على الأخبار التي تبث ، ان كانت سياسية ام ثقافية ام اجتماعية ، والمؤسسة توجه كيفية كتابة الخبر وبثه، ولكن الرقابة ليست على مدار الساعة إذا لم يكن لدى المذيع او المذيعة رقابة ذاتية، لا بد من ان يخطىء او يتكلم بطريقة تجرح الآخر ، لذا يفضل بث الخبر بطريقة موضوعية
تبقى الرقابة الذاتية مهمة ، لا يجب جرح شعور الآخر حتى ولو وُجه له النقد ، فالنقد يُوجه بوعي ، بحكمة ، بموضوعية وبذلك تصل رسالة الصحافي واضحة للجمهور


كيف تقيمين واقع الأخلاق الإعلامية في الوسائل الإعلامية اللبنانية؟

أنا أعمل في المجالان الفني والسياسي
على المستوى السياسي نجد عند بعض السياسيين رقابة ذاتية على الكلام الذي يتفوهون به حتى ولو كانوا يريدون توجيه رسالة معينة او نقد لأحد معين ، فهم يقومون بذلك بطريقة دبلوماسية ، منطقية ، وموضوعية، دون التعرض لكرامة الآخر في المقابل ، يتكلم بعض السياسيين "من الزنار ونازل"
مع بعضهم من خلال الوسائل الإعلامية وهذا يمس بلأخلاق المهنة
يطبق هذا الموضوع أيضاً على الصحافيين الذين يطلون عبر وسائل الإعلام
في بعض الأحيان يتكلم الصحافي و يعبر عن رأيه منطلقا من الوسيلة الإعلامية التي يعمل لديها ومن خلال توجهها السياسي و طرف الزعيم السياسي الذي يملكها
أما العمل الصحيح يحتم على الصحافي أن يكون "محامي الشيطان"مع الضيف ، لا يذكّر ضيفه بأمور تشعل الفتنة أو الطائفية ، و لا يجعل شغله الشاغل مدح أوذم الضيف إن كان من نفس توجهه السياسي، إنما يطرح وجهة نظر الآخر التي هي ضد وجهة نظر الضيف سامحاً لهذا الأخير بالتعبير عن اقتناعه أو عدمه بتلك الفكرة
أما على المستوى الفني ف " حدّث ولا حرج " إذا كانت السياسة الكحل فالفن العمى الفن كوارث الحوارات التي تقام هي دون المستوى وبعيدة عن الثقافة بأغلبها (مع احترام جميع المذيعين والمذيعات)
تكون ثقافة الضيف معدومة في بعض الأحيان ، وإذا انفرضت محاورته على الإعلامي ومن واجبه ان يبين انه مثقف فيغطي عدم ثقافة ضيفه بتمرير رسالة او معلومة ثقافية معينة للمستمع
المقابلات الفنية تكون بالمجمل فارغة ، لا يستفيد منها المستمع او المشاهد ابداً

هل تعتبرين أن الصحافي اللبناني محصن أخلاقياً في وجه إغراءات المهنة؟

لا يمكن التقييم هناك صحافيين محصنين وآخرون لا
في بعض الأحيان تفرض الظروف منها المعيشية مثلاً على الصحافي ان يذهب لأماكن لا يريد الوصول إليها

ما هي الإغراءات التي تهدد الصحافي في ممارسته اليومية؟

الرشوة ، التهديدات في مختلف المجالات ان كانت سياسية ام فنية
هناك معلومات يشعر الصحافي انه عليه نشرها ، لكنه يتعرض لتخويف او ترهيب فيضطر ان يتكتم على ما يعرف

هل تعتبرين أن هناك فساداً في أوساط المهنة؟ كيف؟

هناك فساد في المهنة وفي كل المجالات الشر يقتحم المجالات كافة وهو طريق قصير وسريع للوصول الى الهدف والنجاح السريع
إنما المراهنة على الخير تؤدي الى استمرارية اوسع واشمل ونجاح اكبر حتى ولو كان متأخراً
من يمشي في الطريق الصحيح ، يتعب كثيراً ، انما ينجح ويصل الى نتيجة راسخة وثابتة ، متينة اسسها

هل هناك شرعات و مواثيق شرف أخلاقية تنظم العمل في مؤسستك؟

نعم ، لإذاعة لبنان الحر شرعات ومواثيق انما هي غير مكتوبة ،هي طريقة العمل المتّبعة من قبل كل موظفي الإذاعة
كلهم يتمتعون بالرقابة الذاتية ، يعبّرون عن توجه المؤسسة انما يبثون الأخبار بموضوعية
تحترم الإذاعة أخلاق المهنة وتفرضها على موظفيها وهذا ما يجعل الإذاعة ناجحة ، لأن العمل الناجح يفرض بثّ أخبارتعبر عن توجه المؤسسة انما بنفس الوقت تبث الأخبار المعارضة لتوجه المؤسسة ايضاً وبكل موضوعية واحترام ومنطق
الشرعات في الإذاعة هي التزام ولكنها كما قلنا غير مكتوبة
التزام الأخلاق يظهر احترام الصحافي لاسمه ومركزه واسم المؤسسة التي يعمل لديها

ما رأيك بميثاق شرف نقابة الصحافة وهل يتم الإلتزام فيه من قبل الصحافيين؟

ميثاق شرف الصحافة يحدد القواعد التي يجب ان يلتزمها الصحافي ، ويعود على كل صحافي حسب مبادئه ان يلتزمه ام لا




هل يبرر الوضع المعيشي للصحافي من راتب متواضع وغياب التقديمات الإجتماعية ، خرق القواعد الأخلاقية؟

القواعد الأخلاقية وخرقها ما من شيء يبررها
كل شيء يعود الى التربية والتعليم والمؤسسة التي ينتمي الصحافي اليها وكيفية تعاملها في الوسط الإعلامي
الضمير أيضاً يلعب دوراً مهماً ، إما يكون ضميراً حياً ام لا


هل تؤيدين صداقة الصحافيين لسياسيين ورجال أعمال أم ترين في ذلك تهديداً لمصداقية الصحافي؟

في أغلب الأحيان هناك تهديد لمصداقية الصحافي حتى إذا كانت الصداقة مع فنان ايضاً


بمناسبة زفافك وصلتك هدية ثمينة من رجل سياسي أو رجل أعمال ، كيف تتصرفين؟هل تقبلين الهدية أم تردينها؟

إذا كنت أنا من دعاه لا خطأ في بعثه للهدية ، وإذا لم اكن من دعاه وقام بتقديم هدية ، أردها ، ان لم تكن بيننا صداقة
أما إذا كان هناك صداقة بيني و بينه لا أرد الهدية ، أعتبرها قلة احترام ،أتصل فيه وأشكره مع الحفاظ على أخلاقيات المهنة وحدود الصداقة
كل ذلك يعود الى طبيعة العلاقة بين الإعلامي والرجل السياسي ، ليس بالضرورة ان نعتبر ذلك رشوة


هل هناك رشاوى تقدم للصحافيين من أجل كسب ودهم ؟ وهل سبق ان عشت تجربة من هذا النوع ؟ وكيف تصرفت ؟

نعم ، في الكثير من المجالات أنا نفسي لم أتعرض للرشوة ، وأنا من بين الكثيرين من الصحافيين الذين ينادون بالأخلاق في البرامج التي أعدها وأقدمها لأنني أسلط الضوء كثيراً على هذا الموضوع


أي ممارسات في المهنة تعتبرينها تتعارض مع القيم الأخلاقية؟

قبول الرشوة ، التكلم عن لسان وبرأي أشخاص آخرين، كل عمل لا يدل على الكرامة والثقافة يتعارض والقيم الأخلاقية


هل من الممكن للصحافي في لبنان اليوم أن يكون حيادياً وموضوعياً في مؤسسات إعلامية ملتزمة سياسياً ؟ وهل يمتلك الحرية للتعبير عن رأيه؟

من خلال هذا السؤال تظهر طبيعة الأخلاق الإعلامية لا يجب أن نمس بكرامات الناس ما نراه على الشاشات ليس دائماً الصحيح
نقدم وجهة نظرنا ونتكلم ونعبر عنها إنما الخط الأحمر هو كرامة الناس من سياسيين الى فنانين وغيرهم
المهنية هي صياغة الخبر دون القدح والذم والمس بكرامة الآخر وايصال الرسالة ووجهات النظر دون التعرّض للشخص لأنه في بعض الأحيان قد يودي هذا الأمر بالإعلامي إلى المحاكمات
على الصحافي العمل بين السطور ، هو حر في مؤسسة ملتزمة سياسياً إنما دون المس بكرامات الناس


هل تعرفين صحافيين يقبضون مالاً مقابل تمرير خبر ما أو رأي ما في مؤسستهم الإعلامية؟

امتنعت عن الإجابة واكتفت بهذا التعليق
هناك الكثير من الصحافيين المحترمين والغير محترمين، كل حسب ضميره وقناعاته
إن أعطيت اسماء أجّرح بالأشخاص ونحن نتكلم عن الأخلاق فلا يمكننا التجريح بأحد



كيف من الممكن تطوير واقع أخلاق المهنة في لبنان؟

تحقيق بعض مطالب الصحافيين : من الحصانة الى وضعهم المادي الذي يجب أن يكون جيد جداً تفادياً لتقديم التنازلات

No comments:

Post a Comment